لغز الكاريبي

لغز الكاريبي

لغز الكاريبي - أجاثا كريستي
لغز الكاريبي - أجاثا كريستي


العنوان: لغز الكاريبي
الكاتب: أجاثا كريستيِ
سنة النشر: الطبعة الأولى -2018-
الدار الناشرة: مكتبة جرير
عدد الصفحات: 323 صفحة
التقييم:6.5/10

الكتاب في سطور


بينما كانت جين ماربل تجلس و تستمتع بأشعة الشمس على شاطئ الكاريبي شعرت بأن الحياة هناك مملة إلى حد كبير، صحيح أن الشمس كانت تريح آلامها الروماتيزمية إلا أن تلك الجنة كانت تخلو من أي أحداث مثيرة ...
و في النهاية حدث ما أثار اهتمامها و ذلك عندما تحدث ضابط متقاعد عن مصادفة غريبة و لسوء الحظ بينما كان الرائد على وشك أن يريها صورة مذهلة تشوش انتباهه و زاغت عيناه و لم يكمل القصة التي كان يحكيها ...

(قصة مثيرة و ممتعة و مليئة بالأحداث لا تقل في روعتها عن أي عمل آخر لأجاثا كريستي).

(جريدة الأوبزبرفر) 

مراجعتي للكتاب

رواية أخرى لأجاثا كريستي...وثلاث جرائم أخرى تتحدى عقلك وقدراتك على الاستنتاج والبحث. رواية تثبت فيها أجاثا كريستي قدرتها العجيبة على أن تخلق أحداثًا غامضةً وممتعةً دون أي عناء، وأنها قادرة على تبني واستهلاك أي فرع علمي في سبيل بناء حكاية متكاملة، لا تتخللها الثغرات والعيوب ولا يسوئها ويدنسها غير حقيقة أنها رواية عن الإثم تحكي و بالجريمة تتغنى.
رواية " لغز الكاريبي "، رواية بعيدة عن السرد الكثير، قليلة الصفحات والكلمات، مثخنة بالأحاديث الداخلية ( المونولوج ) والخارجية ( الديالوج )...
من المحتمل أن تعثر عليها في كتاب يعود إلى امرأة عجوز تروي فيه ذكريات خاضتها بينما هي تمتطي الزمان، وتحاول في كل فرصة تتاح لها أن تثنيه عن تقدمه وانسيابه السريع، وأن تسرق قبلة من الحياة تعيد لها إيمانها بنفسها وتثبت بها لنفسها أولًا وللعالم أجمع أنها ما زالت حية بروحها وجسدها، وأن جسدها لم يبلغ من الكبر عتيا، كما يظهر أمام أعين البشر التي ترى كل ما سواها قد شاخ وترهل لحمه وابيض لون ما كان أسودًا قاتمًا فيه - كما تظن هي -.

روت لنا الآنسة " جين ماربل " المتحدثة المتفوقة، ذات الصيت الذائع في أرجاء الريف والمدن...
حيث أن سلاحها هو لسانها وخبرتها الطويلة في التعامل مع جميع أصناف البشر خاصةً العجائز منهم، إضافةً إلى عقلها المحتاج إلى النوم بشدة كي يعمل...

إذًا أنت نمسيس رمز الانتقام، أليس كذلك؟
{ لغز الكاريبي، 299 }

هكذا تسائل السيد رافيل، حينما أفاق من نومه متفاجأً بوجود أطنان من اللحم المترهل فوق رأسه وداخل كوخه، يصرخ ويدق طبول أذنيه، وينذر باقتراب حدث جلل وأنه رمز الانتقام نمسيس. أطنان اللحم تلك هي الآنسة " جين ماربل " التي عرفت بلباقتها وتمسكها بالعادات الإنجليزية الأصيلة، إضافة إلى قدرتها العجيبة على ضبط النفس لأقصى الحدود. فما الذي غير طباعها ودفعها نحو الدخول عنوة إلى كوخ السيد رافيل، وإيقاظه فجأةً؟

لن تكون الإجابة عن هذا السؤال قصيرة، لأن إجابته تحوي في طياتها ثلاث جرائم قتل حدثت بالفعل ورابعة باءت بالفشل.

بدأت الآنسة ماربل بسرد ما حدث منذ أن قدمت إلى الجزيرة نزولًا عند رغبة ابن أخيها " ريموند " بالتملق لنفسها والمفاخرة بلطفها ودماثتها في التعامل مع كبار السن، فقدرتها على الإصغاء لأحاديثهم المملة والكثيرة والمكررة والتي تتخللها زوائد وإضافات شاذة عن مسار الذكرى الأساسي، نعمة وقدرة خارقة بحد ذاتها، اكتسبتها خلال سنوات عملها كممرضة؛ لكن المفارقة أنها لم تكن تصغي.

وبينما استمر الرائد بلجراف في سرد ذكريات حياته غير الممتعة، استغرقت الآنسة ماربل في أفكارها بهدوء. لقد كان هذا مجرد شيء روتيني تعودت عليه، ولكن كان المكان مختلفًا. ففي الماضي كانت القصص التي تسمعها تدور عن الهند، وكانت تسمعها على لسان رواد عقداء وملازمي وجنرالات الجيش. وكانت تسمع العديد من الكلمات المألوفة مثل: مدينة سيملا...، وأشياء من هذا القبيل. أما بالنسبة للرائد بلجراف فقد كانت الكلمات التي يستخدمها مختلفة إلى حد ما، مثل سفاري... . ولكن القاسم المشترك بين كل هؤلاء الرجال هو أنهم رجال مسنون يحتاجون إلى من يسمعهم حتى يستعيدوا ذكريات الأيام التي كانوا يعيشونها في سعادة، تلك الأيام التي كان فيها الرجل منهم ما يزال ظهره مستقيمًا، ونظره ثاقبًا، وسمعه حادًا.
.
.
.
كانت الآنسة ماربل تغدق عليهم جميعًا بلطفها ودماثة خلقها، فقد كانت تستمع إليهم باهتمام وتومئ برأسها من حين لآخر كي تظهر اهتمامها، بينما كان عقلها يسرح في عالمها الخاص ويحظى بالمتعة من أي شيء يخطر عليه.
{ لغز الكاريبي، 13 و 14 }

استرسل الرائد بلجراف في سرد ذكرياته وآلامه وأشواقه لأيام شبابه، دون أدنى اكتراث من الآنسة ماربل إلا من بعض الإيماءات والهمهمات التي لا تحمل أي معنى. حتى بدأ في ذكر حكاية تدور حول " قاتل "، دون أن تدري الأنسة ماربل كيف ومتى حدث أن وصل في حديثه عن النمور إلى الحديث حول قاتل ماهر...أكمل حديثه وابتسامة طفولية تعلو وجهه، كانت ملامحه تشير إلى سعادة فائقة، وذلك لأنه استطاع أن يجذب انتباه الآنسة ماربل في مستهل حديثه، حينما صرح بأن محفظته العتيقة التي فُتقت لكثرة ما بها من صور تروي سنوات عاشها هذا العجوز، تحوي إلى جانب عشرات صور النمور، صورةً لقاتلٍ حقيقي التقطت عن طريق الصدفة.

نعم، كان هناك صورة قديمة للغاية للرائد نفسه عندما كان ممتطيًا جواد سباق صغير، ولنمر ميت بجانبه، وقد كان واضعًا قدمه فوق النمر. أشياء من هذا القبيل، ذكرياته أيام شبابه.
{ لغز الكاريبي، 67 }

لكن حظها العاثر وقف كالسد مانعًا فضولها وعينيها من أن تلتهم تلك الصورة لعلها تزيح شعور الملل والضجر الذي أطبق على صدرها منذ جاءت إلى الجزيرة. فقد تغير لون وجه الرائد حينما أخرج الصورة بعد عناء طويل، واهتزت يداه واصطكت أسنانه، وأصبح ينطق بكل الكلمات والمواضيع التي يعرفها دون اكتراث ليغير بذلك مسار الحديث، فتارة يذكر الأفيال وأنيابها وتارة يروي بطولاته مع النمور دون صلة واضحة بالموضوع الآنف ذكره...

أخبرني الرائد بلجراف القصة وأخرج الصورة ثم نظر إلى الأعلى ورأى-...
{ لغز الكاريبي، 306 }

كان الرائد كثير الثرثرة، لم يدع نزيلًا أو طاولةً أو حتى عاملًا على الجزيرة إلا وروى له بعضًا من ذكرياته وبطولاته دون أي تحفظ. بل ويستميت في شرح وإثبات كل ما يقول بالصوت والصورة...فكانت نهايته أن جرَّه لسانه نحو الموت مقتولًا لإسكاته وكتم تدفق ذكرياته داخل الفندق والجزيرة...

قال السيد رافيل: الرائد بلجراف! حقًا، يا لهذا الرجل!. لقد تسبب في مقتل نفسه، وتسبب أيضًا في مقتل تلك الفتاة المسكينة فيكتوريا، وكان على وشك أن يتسبب في مصرع مولي، ولكنه تعرف على القاتل جيدًا.
{ لغز الكاريبي، 316 }

قتل الرائد، وسجلت وفاته كوفاة طبيعية حدثت بسبب جرعة زائدة من دواء يستخدمه المصابون بارتفاع ضغط الدم؛ لكن ضغط الدم لم يكن من المشاكل الصحية التي يعاني منها الرائد!!!
قتلت بعده إحدى العاملات في الفندق، وهي: " فيكتوريا "، لأنها لم تغلق فمها، بل تجولت بين الغرف والأزقة تلقي بما في رأسها من أفكار لم تتخمر بعد، حول ما حدث.

كل تلك الجرائم، جرائم عرضية ومفاجأة. فلم يكن الرائد هدف القاتل ولا فيكتوريا، إنما زوجته " مولي كندال ".
المرأة التي نشرت حولها الشائعات البغيضة، حول إصابتها بالجنون، وشعورها بالذنب لأنها قد تكون السبب في موت الرائد وفيكتوريا، إضافة إلى شائعات حول فقدانها للذاكرة، وغيرها من الأمور التي تلقفها الأفواه وما تفتأ أن تغادرها إلى أفواه أخرى وهكذا...

قالت إيفلين بتردد: أعتقد أنها تتعرض لنوبات نسيان، هذا ما فهمته مما قالته لي، وأصبحت تخاف من الناس، إنها تبدو كمن يعانون من جنون الاضطهاد.
{ لغز الكاريبي، 153 }

لولا ضوء القمر وبعض أحاديث النم والحسد النسائية، لتحولت الجريمة الرابعة من محاولة فاشلة إلى مأساة رابعة، وصدفة ثالثة يجب أن تحكى للرائد بلجراف. إلا أن الموت قد سرقه من بين محبيه وأصدقائه على الجزيرة، عبر قاتل متوحش يطمع في المال.
فبعد أن اقتنع الجميع بأن مولي قد جنت أو أصابتها بعض الاضطرابات النفسية كجنون الاضطهاد وغيره، بل وبعد أن اقتنعت هي نفسها بذلك، أقدمت أو أجبرت - إن صح القول - على الانتحار مرات عديدة. وفي الليلة الأخيرة - كما أطلقت عليها الآنسة ماربل - خرج كل سكان الفندق للبحث عن الهاربة مولي بطلب من زوجها، ليجدوا جثة مولي غارقة أم لعلها جثة فقط؟
جسد فتاة بشعر أشقر ووشاح مميز اللون والشكل، تلك هي الصفات التي ميزت مولي؛ لكنها لم تكن جثة مولي، فلمن هي؟

أشارت بإصبعها، ثم لمست الشعر الأشقر بلطف شديد وفرقته حتى أظهرت جذوره...
صاحت إيفلين بحدة قائلة:
لاكي!
ثم بعد دقيقة كررت ما قالته:
هذه ليست مولي...إنها لاكي.
{ لغز الكاريبي، 296 }

أعادت الآنسة ماربل ترتيب الحقائق واحدةً تلو الأخرى، حتى عثرت على هوية القاتل، زوج مولي، تيم كندال، القاتل المتمرس قبل أن ينهي جريمته الرابعة.
وغادرت الآنسة ماربل الجزيرة سعيدة بما نالت من التشويق والإثارة.

نضحي بأنفسنا من أجل أن نراك مرةً أخرى أيتها الملكة
{ لغز الكاريبي، 323 }

رواية جميلة وممتعة، وقد ذكرت سابقًا أنك قد تجدها في كتاب يحوي ذكريات عجوز، لقلة أحداثها المعقدة واستفاضة الآنسة ماربل أو أجاثا كريستي في شرح الأحداث وترتيبها بشكل دوري، فكلما استجد شيء أعادت الآنسة ماربل ذكره وربطه بما حدث سابقًا، كأنها تقوم بتلقينك الأحداث وأسلوب التفكير الصحيح. وقد يكون هذا أمرًا خياليًا إن كان المحقق هو ذو الخلايا الرمادية " هيركيول بوارو ".
إلا أنها حكايةٌ ممتعةٌ بحق، بها من الرزانة في الأسلوب واللغة الكثير، توجد بها بعض الهفوات والأخطاء، وذلك لأنها تبقى نتاج إنسان مخطئ مهما أصلح وسعى نحو المثالية.
اقرأها، وتذكر أن تصغي جيدًا حينما يتحدث الآخرون حول ذكرياتهم، خاصة إن كانت حول قاتل. وعض على ذكرى الآنسة ماربل بقوة فقد تكون سببًا في انفراج شفتيك حينما تذكرها وأنت حزين.

يا لها من مزحة بارعة، آه لو عرفتي كيف كان يبدو شكلك تلك الليلة مع هذا الوشاح القرمزي الخفيف الذي وضعته على رأسك ووقفت هناك قائلة إنك رمز الانتقام! لن أنسى هذا أبدًا!.
{ لغز الكاريبي، 320 }

الشخصيات

1- الآنسة جين ماربل
2- الرائد بلجراف
3- مولي كندال
4- تيم كندال ( زوج مولي كندال )
5- السيد ر افيل
6- الدكتور جراهام
7- لاكي ديسون
8- جريج ديسون
9- إدوارد هيلنجدون
10- إيفيلين هيلنجدون
11- جاكسون
12- إستر والترز

المؤلف في سطور

أجاثا كريستي
أجاثا كريستي

الاسم الكامل: أجاثا كريستي أو تقرأ أجاثا ميري كلاريسا  وتعرف أيضا السيدة مالوان 

المهنة: كاتبة مسرحية،  وممرضة،  وكاتِبة،  وروائية،  وكاتبة سيناريو،  ونثر،  ودرامية،  وكاتبة نثرية،  والدراماتورج،  وكاتبة سير ذاتية 

الجنسية: المملكة البريطانية العظمى، المملكة المتحدة

الميلاد: 15 سبتمبر 1890

الوفاة: 12 يناير 1976 (86 سنة)  

سبب الوفاة: مرض ذات الرئة  

من مؤلفاته:   1- هرقل بوارو
                  
                  2- ومقتل روجر أكرويد  
                 
                  3-  لغز سيتافورد

                  4- خطر في البيت الأخير

                  5- موت اللورد إدجوير 
                   
                  6- جريمة في قطار الشرق السريع 

                  7- جرائم الأبجدية

                  8-  أوراق لعب على الطاولة

                  9- موت فوق النيل 

                 10- السرو الحزين

                  11- خمسة خنازير صغيرة

                   12- ساعة الصفر 
    
                   13-  إعلان عن جريمة

                    14- الابنة هي الابنة

                     15- ليل لا ينتهي

                      16-  الستارة

                      17- الجريمة النائمة

                      18- ثم لم يبق منهم أحد

لمزيد من المعلومات زر :  

ويكيبيديا

لاقتناء الكتاب زر 

https://www.jarir.com/ - الموقع الإلكتروني لدار النشر ( مكتبة جرير )
 
والحمد لله.

***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات