كتاب مزرعة الحيوان

       

مزرعة الحيوان

مزرعة الحيوان - جورج أورويل
مزرعة الحيوان - جورج أورويل

العنوان:
 مزرعة الحيوان

الكاتب: إريك آرثر بلير ( جورج أوريل )
سنة النشر: الطبعة الأولى -2017-
الدار الناشرة: عصير الكتب للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 136 صفحة
التقييم: 7/10

الكتاب في سطور

كونهم حيوانات لا يعني أنهم لا يدركون معنى الثورة، كونهم يمشون على أربع لا يعني أنهم لا يفقهون كيف تكون جلسات العروش، كونهم يملكون الذيول لا يعني أنهم لا يعلمون كيف يكتبون الوصايا ويسنون القوانين، كونها مزرعة حيوان لا يعني أبدًا أنها لن تكون شعبًا يتوق للثورة ويتعذب بسياطها حين تدور عليها الدوائر.
هكذا أراد جورج أورويل أن يخطب فينا أن حاذروا ففي كل وطن بينكم جذوة تنتظر استطراد الإشعال، وفي كل أرض لديكم تربة لا تبذروها بذرات الخنوع، وتحت كل كرسي حكم سوط لن يردعه إلا صوت نشيد مزرعة الحيوان.
هذا عمل سيعيش أطول مما أراد أورويل نفسه له، فقط لأنه خاطب الكل شعوبًا وحكومات، منتفعين ومقهورين، أناسي... وحيوانات.

مراجعتي للكتاب

" هل عشت يومًا إحساس الرغبة في الانتقال للعيش في عالم تحكمه الحيوانات؟ "
" مزرعة الحيوان " إسقاط ساخر على الأحداث التي سبقت عهد ستالين وخلاله قبل الحرب العالمية الثانية، حيث وصفها جورج في رسالته إلى إيفون بأنها مناهضة لستالين. والتي لا تعد اليوم إلا إسقاطًا على مجتمعاتنا. حيث إنها تروي بدقة تدعو للسخرية كل ما نمر به من أحداث وتقلبات.
فالرواية تحكي ثورة قامت ضد الظلم والطغيان... قامت من أجل الحرية والعدل، وعلى دماء الشعب صارت واقعًا... وانتهت بعودة الظلم والطغيان...

الحيوانات في الخارج أخذت تنقل نظرها من خنزير إلى إنسان ومن إنسان إلى خنزير، ثم مجددًا من خنزير إلى إنسان. غير أنه من المستحيل التمييز بين الإثنين.
{ مزرعة الحيوان، 136 }

انطفأ النور وغط الإنسان في النوم وعلا صوت السكون، الذي لن يشقه في تلك الليلة إلا نداء الكهل ميجر الخنزير العجوز، صاحب الحكمة والمهابة ليروي لهم حلمه الغريب الذي أرق ليله ودفعه لشق سكون تلك الليلة الهادئة.
اتخذ ميجر موقعه فوق المنصة واجتمعت الحيوانات واحدة تلو الأخرى... تنحنح الكهل وشرع بحديثه الذي سيقلب دنياهم كلها...

ما هي طبيعة وجودنا أيها الرفاق؟ دعونا ننظر للأمور بلا خوف، حياة البؤس والشقاء التي نحياها قصيرة جدا، ما إن نولد حتى يلقموننا من الطعام ما يكفي بالكاد ليحفظ أنفاسنا على قيد الحياة، والذي يملك بيننا القوة اللازمة يضطر للعمل حتى الذرة الأخيرة من قوته، حتى في اللحظة التي يروننا فيها غير نافعين يذبحوننا بوحشية مفزعة.
.
.
.
الإجابة عن كل مشاكلنا أيها الرفاق تكمن في كلمة واحدة... الإنسان. الإنسان هو عدونا الحقيقي، أزيلوا الإنسان من المشهد وستعرفون أنكم استأصلتم للأبد جذر الشر الذي يسبب الجوع والشقاء.
.
.
.
ألسنا نحن من يحرث الأرض؟ أليس روثنا ما يخصبها؟ ورغم كل ذلك لا يملك أي منا شيئًا أكثر من جلده العاري.
.
.
.
هذا كل ما يمكنني تقديمه لكم، لنقم بالثورة...
{ مزرعة الحيوان، 10-11-12 }

ساد الصخب وهاجت الحيوانات واشتد حماسها، وذهب النوم من عينيها. فقد راودت تلك الفكرة كل حيوان - في مرحلة من حياته على الأقل - إلا أنه لم يكن هناك من يجرؤ على البوح بها... أو حتى التفكير بها...
استغل الكهل ميجر والذي شارفت منيته حماس الحيوانات من حوله، وبدأ في وضع الوصايا والأهداف، كي لا تضل الثورة طريقها لاحقًا..

وتذكروا دائمًا أيها الرفاق، عزمكم لا يجب أن يضعف يومًا، لا تستمعوا للجدالات التي من شأنها أن تقودكم للضلال، لا تصدقوهم حين يخبرونكم أن هناك مصالح مشتركة تجمع بين الإنسان والحيوان وأن نجاح أحدهما مرهون بنجاح الآخر. كل هذه أكاذيب، الإنسان لا يخدم إلا مصالحه فقط، إذًا دعونا ننشر الوحدة والتكاتف المطلقين بين جميع الحيوانات خلال فترة المقاومة، الإنسان هو العدو، والحيوانات كلهم رفاق.
{ مزرعة الحيوان، 13 }

توفي ميجر وقامت الثورة بعد وفاته سريعًا ونقشت وصاياه التي ستكون ذكرى وقانون الثورة على الحائط الأسود بحروف بيضاء كبيرة:

العدو هو كل من يسير على قدمين
الصديق هو كل من يسير على أربع أو كل من يطير
يحظر على الحيوان ارتداء الملابس
يحظر على الحيوان النوم فوق السرير
يحظر على الحيوان تناول البيرة
يحظر على الحيوان قتل حيوان آخر
كل الحيوانات في مرتبة واحدة
{ مزرعة الحيوان، 29 }

وفي نشوة النصر انطلقت الحيوانات تحصد وتقوم بكل ما كانت تقوم به سابقًا، إلا أنها الآن تقوم به من أجلها هي لا من أجل الإنسان المستبد القاتل... تفعله بسعادة غامرة...

استمر العمل طوال الصيف بدقة كدقة الساعة، فاقت سعادة الحيوانات كل التخيلات فكل لقمة من عرق جبينهم لها مذاق مختلف لأنه منذ اللحظة أصبح هذا المكان هو مصدر عيشهم الذي صنعوه منهم وليس مجرد صدقة يتفضل بها عليهم سيد بخيل.
{ مزرعة الحيوان، 34 }

ويدوم اجتماعها في وحدة قوية يملؤها دفء الأمان والشعور باليد الواحدة والقلب الواحد، تعمل دون كلل أو ملل فالفرد للكل لا العكس.
تولت الخنازير القيادة فهي الأذكى والأكثر معرفةً وقدرةً على التعلم. ولعل أبرزها " سنوبول " والذي تحمل مسؤولية تنظيم الحيوانات في مجموعة من اللجان دون كلل أو ملل. و " نابليون " الذي لم يعر لجان سنوبول أي اهتمام يذكر، وكان يرى ان العناية بالجيل الجديد هي أهم ما يمكن تقديمه للحيوانات التي قاربت على التقاعد...
واستمرت الحيوانات... الخنازير تأمر وتعلم... والحيوانات تعمل...
حتى بدأت بعض المحاصيل بالاختفاء والبعض الآخر خصص للخنازير دون غيرها من الحيوانات. فبدأت أصوات الحيوانات تعلوا رافضةً لهذا، مما دفع الخنازير للتوضيح:

هل تعلمون ماذا سيحل بنا أن تقاعسنا نحن الخنازير عن القيام بمهماتنا؟ سيعود جونز! نعم سيعود جونز بكل تأكيد أيها الرفاق.
{ مزرعة الحيوان، 38 }

فكأن الثورة قامت بجهد الخنازير وكأن استمرارها مرهون باستمرارهم هم لا مرهونًا بكل من تحيا الثورة داخله!
انقلب نابليون على سنوبول بمساعدة كلابه التي رباها بنفسه فلا تسمع ولا ترى إلا ما يملى عليها من قبل سيدها نابليون، والذي أنهى يوم الانقلاب عليه تصاميم طاحونة الهواء والتي كانت على حد زعمه ستوفر لكل الحيوانات الراحة والطمأنينة.
وكم تطابقت شخصيات الرواية مع أدوارها بشكل عجيب فالخنزير قائد والكلاب حاشيته. ينطق الخنزير فتعوي الكلاب موافقةً ومرهبةً الشعب فيردد هو الموافقة بصوت واحد..

حارت الحيوانات بشدة لهذه الكلمات لكنها تقبلت الأمر في النهاية، ما دام سكويلر قادرًا على الإقناع وما دامت الكلاب التي ترافقه تزمجر متوعدةً.
{ مزرعة الحيوان، 63 }

ألغى نابليون كل الاجتماعات التي كانت تتم للتشاور في أوضاع الحيوانات وحل مشكلاتها، ليتفرد هو بالسلطة والقرار، ويأمرها بألا ترهق نفسها في التفكير فيما لا يعنيها من شؤون المزرعة وإدارتها. ليبدأ في الانسلال من القوانين والوصايا التي وضعتها الحيوانات نفسها واحدةً تلو الأخرى، بل لا يكتفي باستثناء نفسه فيبدأ مع مرور الأيام والسنوات بتحريفها، وقمع كل من يعارض هذه الاجراءات، بل ويقوم بقتل الكثير من الحيوانات التي بقيت مخلصةً لمبادئ الثورة الأولى، على إثر حملات من التخوين والاتهامات.

غريب! لا تتذكر كلوفر أن الوصية الرابعة تتحدث عن الأغطية، لكنها الآن مكتوبة على الحائط ويجب الإيمان بها.
{ مزرعة الحيوان، 72 }

أصبح كل شيء يتعلق بالقائد نابليون، حتى أغنية " حيوانات إنجلترا " والتي كانت أنشودة الثورة والحافز للسعي وراء الحرية، صارت نشيدًا يمجد نابليون وحده تحت اسم " الرفيق نابليون "، ليجعل منه قائد الثورة وحامي المزرعة ويجعل من كل الحيوانات عبيدًا له...

.
.
أيها الرفيق نابليون
أيها الواهب العظيم
لكل الذي نحبه
واهب الصغار وسيد كل الفنون
أجل.. كل حيوان
كل حيوان مدين لك بالتبن الجاف وبالمعدات الممتلئة
.
.
{ مزرعة الحيوان، 95 }

تقف كلوفر، زوجة الحصان بوكسر الذي أفنى نفسه في سبيل العمل والبناء باسم الثورة، ثم يتم بيعه للجزار بعد أن فقد قوته وشبابه، تنظر كلوفر من أعلى الربوة وعيناها مبللتان بالدموع، لا تملك أن تعبر عما يجيش بخاطرها، الذي يبصر أن الثورة التي عملت الحيوانات من أجلها قد ضلت عن غايتها، وأن المجازر والدماء التي مرت بها بعد انتصار الثورة ما كانت لتخطر لها على بال حين كان ماجور العجوز يخطب بهم ويحرضهم على الثورة، ويحدثهم عن مستقبل مشرق، تتحرر فيه الحيوانات من ظلم الإنسان وقسوته، وتنال فيه الحرية والمساواة. مستقبل يحمي فيه القوي الضعيف، ينتصر فيه الحق على الباطل، وتُؤثَر فيه المبادئ والقوانين على النفوس ورغباتها، ثم ها هي ذي ثورتها المنتصرة، لا تحصل فيها الحيوانات على نصف ما كانت تحصل عليه من حقوقها أيام حكم الإنسان، ولا تجد فيها أي ساعة راحة فهي تعمل في الليل والنهار لأجل راحة الخنازير وخاصةً " الرفيق نابليون ". والكلاب المفترسة تجول بينها، وها هي ذي أجساد رفاقها وإخوتها الممزقة أمام عينها.

صرخت كلوفر بصوت مكلوم " بوكسر. اهرب. اهرب بسرعة. إنهم يأخذونك للموت."
.
.
.
فقد همس في أذني بأن أكثر ما يحزنه هو أنه سلم الروح قبل أن يرى اكتمال الطاحونة، ثم قال قبل أن يلفظ آخر أنفاسه " إلى الأمام أيها الرفاق، إلى الأمام باسم الثورة، تحيا مزرعة الحيوان يحيا الرفيق نابليون، نابليون دائمًا على حق " كانت هذه هي آخر كلماته أيها الرفاق.
{ مزرعة الحيوان، 120-122 }

وهكذا تتحول القيادة شيئا فشيئا إلى سيادة ثم إلى سلطة فتسلط فاستبداد حين تخضع الشعوب وتستسلم للواقع وتنعدم الرقابة على السلطة نهائيا.

صدقت الحيوانات كل كلامه ولم يعد جونز في حقيقة الأمر يعني لها أية أهمية فقد أصبح كل ما يعرفونه الآن قسوة الحياة التي يعيشونها في الحاضر، وأنها أحيانًا تشعر بالجوع والبرد وأنها خارج ساعات النوم في كثير من الأحيان، لكن من دون شك فالأمور كانت سيئة فيما مضى، وكانت الحيوانات في واقع الأمر سعيدة بهذه القناعات. على الأقل كانت سابقًا عبارةً عن مجموعة من العبيد لكنها اليوم حرة وهذا ما غير كل شيء.
{ مزرعة الحيوان، 112 }

من يقرأ الرواية ويشهد عمل الحيوانات المتفاني لبناء الطاحونة بهدف جلب الراحة وتسهيل حياتها، ويرى إصرارها على بنائها مرة بعد مرة، وكفاحها ورضاها بالقليل لأجل ذلك، ثم يأتي نابليون ليطلق عليها اسم "طاحونة نابليون" يعلم كم من البشر المجهولين في التاريخ.

بدأت ثورة ضد الإنسان وانتهت باستعباد الحيوان للحيوان، كانت ثورة ضد الفرد لا الفكرة...

إنه خنزير يمشي على قائمتيه الخلفيتين.
{ مزرعة الحيوان، 130 }

الشخصيات

1- ميجُر العجوز: هو صاحب فكرة الثورة الأصلي، لكنه لم يعاصر تنفيذها. أول ظهور: صفحة 8
2- نابليون: هو الشخصية الشريرة الرئيسية في الرواية، و هو طاغية،، و هو قليل الكلام و يصرف شؤونه بعزم، و هو مبني على شخصية ستالين، و هو يراكم سلطته بالاعتماد على جراء صغيرة أخذها من أهلها ليربيها فتكبر كلابا حراسة شرسة تمثل الشرطة السرية. انفرد بالسلطة بعد إقصاء رفيقه سنوبول. أول ظهور: صفحة 21
3- سنوبول: خصم نابليون و الرئيس الأصلي للمزرعة بعد الانقلاب على جونز، و هو يحوز ثقة معظم الحيوانات بأن يقود حصادا ناجحا، إلا أن نابليون يطرده من المزرعة بمعاونة كلابه مع أن سنوبول يعمل لصالح المزرعة و الحيوانات. أول ظهور: صفحة 21
4- سكويلر: عامل قصير بدين يعمل ذراعا أيمنا لنابليون و وزير دعايته. أول ظهور: صفحة 21
5- مينيمس:  خنزير شاعر يكتب النشيد الوطني الثاني ثم الثالث لمزرعة الحيوان. أول ظهور: صفحة 61
6- السيد جونز: المالك السابق للمزرعةأول ظهور: صفحة 8
7السيد فرِدرك: المالك المسيطر على مزرعة بنشفيلد، و هي مزرعة مجاورة مُعتنى بها على ما ينبغي. أول ظهور: صفحة 43
8- السيد وِبمر:رجل استأجره نابليون ليقوم بدور العلاقات العامة لمزرعة الحيوان مع مجتمع البشرأول ظهور: صفحة 70
9- بُكسر: أحد الشخصيات الرئيسية و هو رمز للطبقة العاملة. أول ظهور: صفحة 9
10- كلوفرالفرس رفيقة بُكسر، و هي تساعد بكسر و اعتنت به عندما شُق حافره، و تلوم نفسها لنسيانها الوصايا السبع في حين أن سكويلر كان في الحقيقة قد عدلها لصالح نابليون، و هي عطوفة كما بدا عندما حَمَت صيان البط أثناء خطبة ماجُر، كما أنها انزعجت عندما أعدمت الكلابُ حيواناتٍ، و أجلتها الخيول الثلاثة التي حلت محل بُكسر. أول ظهور: صفحة 9

المؤلف في سطور

إريك آرثر بلير ( جورج أوريل )
إريك آرثر بلير ( جورج أوريل )


الاسم الكامل: إريك آرثر بلير ( جورج أوريل )

المهنة: كاتب، ومراسل عسكري، وشاعر، وكاتب مقالات، وصحفي، وروائي، وناقد أدبي، وكاتب سير ذاتية، وبائع كتب، وكاتب سيناريو.
الجنسية: المملكة المتحدة

الميلاد: 25 يونيو 1903

الوفاة: 21 يناير 1950 (46 سنة)

سبب الوفاة: مرض السل

من مؤلفاته:   1- أيام بورما
                  
                  2- ابنة القسيس
                 
                  3- 
مزرعة الحيوان
                  
                  4- 1984

                  5- الخروج إلى المتنفس

                  6- متشردًا في باريس ولندن

لمزيد من المعلومات زر:  


لاقتناء الكتاب زر 

https://www.aseeralkotb.com/- دار عصير الكتب للنشر والتوزيع

دار عصير الكتب للنشر والتوزيع

والحمد لله.

***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات