كتاب أرداس

   

أرداس

أرداس - نادر حلاوة
أرداس - نادر حلاوة
العنوان: أرداس
الكاتب: نادر حلاوة
سنة النشر: الطبعة الأولى -2018-
الدار الناشرة: عصير الكتب للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 216 صفحة
التقييم: 7.8/10

الكتاب في سطور


ها أنا أنقش أول الحروف في مستهل الكلمات قبل أن توشك النهاية، هذا كل ما أملكه الآن، كلمات قد لا يقرؤها أحد من بعدي، لكن ما بداخل نفسي أكبر بكثير من أن أحتفظ به في قبري، سأكتب هذه الكلمات بقدر ما عرفت وتعلمت في حياتي الطويلة وبقدر ما تتسع وجوه الأحجار الملساء وجذوع أشجارنا العملاقة التي صارت خالية من الأشواك قبل سنين، سأنقش كلماتي بكل ما تعلمته من
اللغات والرموز والأشكال، لعل من سيأتي بعدنا يبلغ ما لم نبلغ ويعلم ما لم نعلم، ولعل أقدار الشموس تبعث بمن يقرأ ويفهم، فإن قرأت يا من تقرأ ما أنقشه الآن فلا تسخر مني ولا تتهمني بالكذب أو الهذيان فإذا كان ما ستقرؤه عجيبًا فقراءتك الآن لما أكتب أعجب.

مراجعتي للكتاب

الشادوم مجتمع الرواية ...  مجتمع منغلق على نفسه، تحكمه الأقدار وتحده القواعد التي وضعها وأسسها الجد الأكبر. ثلاث عجائز وحارس للمقبرة ينقلون رسائل الأقدار للشادوم ... يحددون اسمك وزوجك ووالديك وكل ما يتعلق بك .... الدم الشادومي محرم على الشادوم، وإراقته تقطع الوصل بين أرض الشادوم وبينك، ويحل عليك عقاب الأقدار....
سنوات طوال وهذا القانون يطبق... الشادوم طائعون والحياة مستمرة... 
حتى ظهر شادومي آثم، خان القاعدة وتمرد على الأسس والمبادئ ... قرر البحث والسؤال، أعاد صياغة ملامح وجهه، مظهرًا السعادة والحزن والدهشة، وهي مشاعر حرّمت على الشادوم منذ وجودهم ...
فالشادوم كالجبال لا تؤثر فيهم الأحاسيس والمشاعر... الشادوم إخوة متشابهون ...

كل الشادوم إخوة ... كل الشادوم متشابهون ... نعيش معًا ... نموت معًا ... منذ مجيء الجد الأكبر... من الزمن الأزلي ... إلى الزمن الأبدي ... نجتمع معًا على رعاية حياة الشادوم ... وصيانة أصولها ... والالتزام بالمكتوب فوق أحجار الشموس الخالدة ... التي لاحياة لشادومي بغيرها .... كل المكتوب حق ... وطاعته حق ... وليس شادوميًا من لم يطع المكتوب ويرضى بأحكامه ...  ليس شادوميًا من أفسد حياة الشادوم ... وفي الليلة الماضية وقع فساد كبير ... فخرج هذا الكائن امامنا من شادوميته ... فليس شادميًا من أراق دماءً شادوميةً ...  هذا مكتوب فوق أحجار الشموس الخالدة ... والحكم لها ... 

{ أرداس، 15 } 

أرداس ... هو الشادومي الآثم، الذي أثار ذكريات محاها التاريخ ... والذي قاد الشادوم إلى نهايتهم ... 
أراق دمه عند الشجرة الكبيرة داخل القرية ... تسلل إلى خارج حدود القرية ... واختار زوجته مخالفًا بذلك الأقدار. حلت عليه العقوبة، وصار لزومًا على كل من في القرية أن ينساه فهذا شادوميٌّ آثمٌ ، ومن خرج عن طاعة الأقدار خرج من الشادومية ... وصار حقًا عليه أن يلقى عقاب { الطهر الشمسي } ليُقضى على الفتنة قبل أن تبدأ.

كنتُ بين الحشود والوجوه الخاوية من أي تعبير ... لا فرق في ذلك بين من لا يعرفون أرداس وبين من يعرفونه... حتى أمه التي توشك أن تفقد وحيدها لم تحرك ساكنًا ... كم كنتَ وحيدًا يا أرداس ، فلم ترَ أباكَ يومًا وها هي أمكَ كأنها لا تعرفك ...

{ أرداس، 15 } 


لكن الرِّقة والرحمة عصفت بحارس المقبرة، فأنقذ الآثم من عقاب { الطهر الشمسي }... حينها فَتح المجال أمام " أرداس "، فأخذتْهُ المعرفةُ حتى وقع في الآثام كلها ... قرأ وتعلم ... حزن وفرح ... دُهشَ ... قرَّر شريكة حياته بنفسه... وأنشأ يَهيمُ هنا وهناك بين المحظور والمسموح ، يكشف أسرارًا ما كان لأحدٍ أن يطَّلع عليها ، لولا فضولهُ هو ...

الخطأ الأول ... لا يأتي وحده أبدًا. 
.
.
ولأنني تعلمتُ منكَ أردتُ أن أُبيِّنَ ما أفهمه من هذه المقولة، فالخطأ الأول يجرُّ وراءهُ أخطاء تاليةً تكونُ أكبر من سابقتها ... أكبر بكثيرٍ حتى إنها قد تلتهم حياة الشادوم كلها . 
{ أرداس، 83-84 } 

وبالفعل فقد جرَّ الخطأ الأول خلفَهُ أخطاءً أدَّتْ إلى حلول النهاية على الشادوم كلهم ... 
فبعد أن صار شعارهم : 
" الشادوم إخوة ... الشادوم أحرار " 
ما عاد هناكَ قانون يحكمهم ... وما عادت الأخوة تحدُّ المصالح والحرية، وهاموا في الأرض دون هدفٍ ... ضاع الحقُّ بينهم، وندموا على الحرية التي جاءت لتنسف قرونًا من السلام والأمن، أجيالاً من العمل لإرساء هذا السلام والأمان ... 
قُتلَ الكثيرُ ... وظهرتِ العديدُ من الفتن بينهم ... تفرَّق الأخوةُ... وعاد الحكمُ والاستبداد الذي كان على عهد العجائز الثلاث شيئًا فشيئًا... 
حتى خرج الآثم " أرداس" بفكرةٍ جديدةٍ، تقتضي باقتراب نهاية الشادوم وقريتهم، لذلك وجب الخروج منها ... فالأرض واسعة ولا محدودة... 

إن لم يكن هذا هو الهذيان فماذا يكون؟ هل أرداس مصاب بالهذيان كأبيه؟ إن كان الأمر كذلك فيا لشقاء كلِّ هؤلاء الذين صدّقوه وساروا على خطاهُ! وأنا منهم ... أنا الذي أقفُ الآن حائرًا متمعنًا في ملامح أرداس تحت الأضواء المتراقصة بألسنة اللهب... لماذا سرنا خلفه منذ البداية؟ ما الذي دفع بكل هؤلاء الشادوم إلى مغادرة حياتهم التي ألفوها إلى الأبد؟ عمَّ يبحثون؟ وهل سينالون ما يريدون؟ هل يعرفون أصلًا ماذا يريدون؟ أم أنهم لا يعلمون أنَّ قاع البؤس الذي كانوا يعيشون فيه ربما بعده قيعان وقيعان؟ تُرى لو كان " أرداس" قد تزوج " أكايا " كما أراد وعاش في كنف أبيها منعمًا هانئًا ...
تُرى، أكان يفعلُ ما يفعله الآن؟
{ أرداس ، 122 }

رواية عن الحرية تحكي ... لا تذمها ولا تحمدها ... فكما للاستبداد حسنات ومساوئ فللحرية أيضًا حسنات ومساوئ... 
فالحرية المطلقة خطأ... والاستبداد والانقياد الأعمى أيضًا خطأ ...  اجعل لنفسك رأيًا ... واحذر، فحريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين . 
لا تكن كـ " أرداس " فبحثه الغاشم والأعمى ... والتحرر الكامل من القوانين والأُسس قاده وقاد الشادوم إلى الموت والنهاية المجهولة... عبَرَ بهم إلى المجهول بحثًا عن الحرية الضائعة... 
ولا تكنْ كـ " أشيارد "مراقبًا للتغير لا رأي لكَ ، منصاعًا لكل ما يحدثُ، مصغيًا للجميع دون رأي، دون اعتراضٍ أو موافقةٍ ... 

تنطبق الروايةُ علينا ، فمنا من يبحثُ عن الحرية المطلقة دون أن يُدرك أن للحرية ثمنًا وأسسًا يجبُ أن تُبنى عليها، فدونها ستسقط الحرية على رؤوس أصحابها وستودي بهم إلى المجهول لا أكثر... 
ومنا من يقفُ عثرةً أمام سيل التغييرِ ، لا هو معارضٌ له ولا موافق ... أخرس لا ينطق برأي وأعمى يُقاد خلف الجموع دون أن يُدركَ وجهته.

اقرأ الكتاب.... واستمتع بالحكاية ، فأحداثها من عالم الخيال ... لكن ذلك لا يعني أنها لن تصبح حقيقةً يومًا ما، إن لم نتعظ من العبرة والنصيحة فيها.

المؤلف في سطور

نادر حلاوة
نادر حلاوة


الاسم الكامل: نادر حلاوة

المهنة: إعلامي وروائي

الجنسية: جمهورية مصر

من مؤلفاته:   1- أرداس
                  
                  2- عصفور الفولاذ
                 
                  3- رسائل من المستقبل

                  4- حروف بالخلطة السرية

                 

لمزيد من المعلومات زر :  

حساب تويتر

لإقتناء الكتاب زر 

https://www.aseeralkotb.com/- دار عصير الكتب للنشر والتوزيع 
دار عصير الكتب للنشر والتوزيع

والحمد لله.

***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات