كتاب أوبال

      

أوبال

أوبال - حنان لاشين
أوبال - حنان لاشين
العنوان: 
أوبال
الكاتب: حنان لاشين
سنة النشر: الطبعة الأولى -2018-
الدار الناشرة: عصير الكتب للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 352 صفحة
التقييم: 8.5/10

الكتاب في سطور


زمرةٌ من الخيول كانت تركض في تناسقٍ بديعٍ، على إيقاع واحد، أصوات حوافرهم وهي تقدح الأرض يتناغم مع ضربات قلوبهم المتلاحقة، كانت قوائمهم تصطف على التوازي بشكل أنيق وهم يتسابقون، وقد وحّدوا سرعتهم وكأنّهم نسيج واحد، خفّ المطر شيئًا فشيئًا حتى صار كدمع العين هتونًا رقيقًا، وانبثق قوس المطر يزيِّن صفحة السماء ويصافح خط الأفق من بعيد. صهل فرس منهم فعلت جلجلة رفاقه بأصوات صافية مُسْتَدقة، ثُمّ تقدّمهم فلاحقوه ضبحًا حتى وصلوا أخيرًا لبستان واسع أخضر مدهام. لو كنت خيلًا لأجفلت منهم، ولو كنت من البشر لأجفلت منهم أيضًا، فتلك الأصوات التي تعالت عندما هدأ كريرُ صدورهم لم تكن أصوات خيول أبدًا، بل كانت من أصوات البشر!

مراجعتي للكتاب

" أوبال " رواية ممتعة ومميزة في كل شيء، حبكتها رائعة ولغتها أخاذة. تمكنت بما احتوته بين دفاتها من إنعاش الطفولة داخلي، وتمكنت من خطف إحساسي ووعيي وأسره داخل كلماتها وأحداثها...
عايشت خلال قراءتي للرواية أمان وأحلام كثيرة، لامست بقلبي حب يوسف لـ " حبيبة " وحزن " ميسان " على بناتها و " موراي " على والده، واشتياق " كرشاب " لزوجته وكنزه المزروع داخل أحشائها. تألمت معهم وفرحت معهم، قاتلت السحرة لإنقاذ مملكة البلاغة، وحاربت النفس وشهواتها مع يوسف بالدعاء له وترقب القادم. بل إن انغماسي الشديد في أحداثها وتعلقي بها قادني وجرني إلى أن أتمتم بعبارات أمليها على يوسف، عبارات قد تكون عونًا له في إنقاذ روحه من الأغلال التي تكبلها وقد تكون النهايات التي ضلت طريقها بعيدًا عن أوراقه ورأسه المتخم بالبدايات والمفرغ من النهايات...

قلبت صفحات الرواية الأولى بجشع ونهم شديدين أملًا في إنهائها دون أن أضطر إلى البحث عن محطة توقف قد تنسيني لطولها بعض أحداث الرواية أو قد تقطع علي انسياب انطباعاتي وملاحظاتي كناقد لما جاء من أحداث وأسرار واسقاطات بين طيات الصفحات والمساحات الفاصلة بين كلمات الرواية. إلا أنني ومع تقدمي في الصفحات وجدتني طفلًا يلقن ويعلم اللغة والكتابة لأول مرة، وجدتني أسيرًا لرغباتها. عيناي تأبيان التدثر بقناع النقد والتصيد، وتهدمان كل محاولة مني لبناء سد بينهما وبين أحرف الرواية. ألقا جسدي أثقاله التي كبلته لسنوات وانتصب أمام الكتاب كالظمآن باحثًا عما يروي ظمأه.
حتى أن أفكاري تراقصت بين خلايا دماغي وبدأت تخيط وتنسج من الدنيا حكايات كثيرة، تخلطها بحبر قلمي وتحقنها على الأوراق البيضاء، متحريةً صياغة النهايات وإغلاق الأبواب والدروب، مانحةً كل شخصية ما يميزها ويخلدها في التاريخ لعظمتها ونقاء سريرتها وانفرادها بقلوب القراء والكتاب والشخوص.

وانطلق نحو باقي رفاقه، تلك الصحبة التي عاش معها على أوراق يكتبها، يتخيلهم، وها هو الآن يعيش معها كتفًا بكتف على أرض مملكة عجيبة.
{ أوبال، 231 }

لم أجد ما هو أبلغ تعبيرًا من تلك الكلمات لأبدأ به سردي المقتضب لبعض أحداث الرواية.
مملكة البلاغة هي أرض الكتاب والخيال، تحيا داخلها شخوص الروايات والقصص في أمان ووئام، تكمل مسيرتها بحرية وإرادة كاملة بعد النقطة التي تعقب آخر كلمات الرواية، تكمل مسيرتها دون أن يسيرها حبر القلم وفكر الكاتب. إلا أن كاتبًا أرق صفوها ودس الشر داخلها وأحل الخراب عليها - دون أي رغبة أو علم منه بذلك - برواياته وقصصه ذات النهايات المفتوحة، مما أرغمها - مملكة البلاغة - على استدعاء البشر من عالمهم إلى المملكة ليؤدوا دورهم كمحاربين فينقذوا المملكة والمكتبة بمساعدة " المجاهيم " من شر خفي وأعداء كثر.
تم استدعاء " حبيبة " لتكون محاربةً خلفًا لجدها ووالدها وأخيها " أنس "، تسلحت باليقين وحفظت من الذكريات والأسماء والأذكار الكثير، آمنت بوعود جدها وكلماته، وغادرت تحملها " قطرة الدمع " إلى عالم عجيب صبغ بالخيال وخلق منه. إلا أنه وفور وصولها سقطت المملكة في أيدي ساحرات أوبالس وكبل كل من في المملكة بالأصفاد واحتلها الجن. فما وجدت معينًا لها إلا شيخًا يتكئ على عكازه ويعول ابنته الصغيرة ويحتضن في بستانه 10 خيول وعجوزًا تدعى " مسكة " - ولها نصيب كبير جدًا من الإثارة والتشويق في نهاية الرواية - وشابًا يدعى " موراي " إضافةً إلى فتية صغار آخرين.

هائمةً على وجهها...ممسكةً بكتابها، ومتدثرةً بسكينها. بقيت على تلك الحال لا تدري أين هي؟ أو لم هي هنا؟ وأين ذلك الذي استنجد بها واستغاث بروحها ويقينها؟...
حتى قابلت يوسف، كاتب مغمور له مئات الروايات الخالية من النهايات والمسؤول عن خراب المملكة وانتشار الحقد والفساد فيها، المحضر خطأً إلى عالم تحيا فيه شخوص حكاياته، ليعايش أحداثًا خطها أمامه وأحزانًا وأفراحًا اقتبسها من حياته المؤلمة ومن جدران الزنزانة التي مازالت إلى اليوم تحوي روحه، عاشق ومحب، لكن حبه كسير الجناح لا يقدر على التحليق عاليًا بفرح، فهو كالطائر لا يرتفع شبرًا عن الأرض دون جناحين يدفع بهما الهواء بغبطة وسعادة.

إنها...رواية من رواياتي!!
{ أوبال، 26 }

يتحدان ويقسمان على البقاء أسيرين داخل المملكة إلى أن ينقذا شعبها ورفاقهما من ظلم ساحرات أوبالس. يتنقلان بين الدروب ويصارعان شهوات النفس في كهف الحب أو الوحوش...يمقتان ضعف النفس وطغاء شهواتها وحبها للملك، يخففان الألم على رفاق الدرب والروح، ويغسلان بما عندهما من علم قلبًا مليئًا بالسواد والحقد والكره...
يواجهان تيارات الحب بعزم وقوة، يتغلبان على مواطن الضعف، وينتصران لأجل المملكة ولأجلهما...

غادرا مملكة البلاغة، وقلوبهما مشبعة بحب عظيم تكنه القلوب لبعضها. تركا خلفهما مئات المحبين وآلاف الشاكرين ونهايةً واحدةً فقط...

وأغلقت الدروب للأبد، وبدأت مملكة البلاغة تعود لسابق عهدها
{ أوبال، 335 }

تلك كلمات قليلة ضعيفة هزيلة لا تفي حق الراوية والرواية، لكن ما أكنه لها - الرواية - في صدري كبير، وكلما عظم ما تكنه الصدور عجز اللسان عن تشكيل الكلمات لوصفه وخارت الكلمات وتصلبت كأن على رؤوسها الطير...
لا تترك النهايات مفتوحةً أبدًا...كي لا تقودك إلى عالم خيالي عجيب تقاتل فيه شخوص رواياتك وخواطرك، وتتحدى فيه انعكاسًا لأفكارك وتكرارًا لكلماتك...

الشخصيات

الخيول:
1- حيزوم: قائد الخيول
2- جمانة
3- أبهر
4- أجدل
5- برق
6- البيضاء: أم حيزوم
7- الشقراء: ابنة حيزوم
8- البحر
9- المسوم
10- الترياق

البشر
1- أنس: أخو حبيبة
2- مرام: زوجة أنس، ومحاربة سابقة
3- حبيبة: بطلة الرواية
4- يوسف: الكاتب

مملكة البلاغة:
1- مسكة: عجوز، عطف عليها موراي، واتخذها سندًا وأمًا له، كما اتخذته هي ابنًا لها.
2- موراي: شاب قوي نقي فقد والده صغيرًا، ومازال يبحث عنه.
3- بركات أو أوبالس: والد ساحرات أوبالس والمسؤول عن خراب المملكة.
4- كرشاب: أمير، وزوج هيدرانجيا
5- هيدرانجيا: أخت الملكة جلاديوس، وزوجة كرشاب.
6- جلاديوس: الملكة.
7- رفيف: ابنة بركات.
8- عبيدة: بدوي قوي الجسمان والروح، وهو فارس الأحصنة العشرة.
9- ميسان: والدة رفيف، زوجة بركات، وأم ساحرات أوبالس.
10- الزاجل الازرق
11- الحوراء

ساحرات أوبالس
1- ياقوت
2- زمرد
3- توباز
4- زفير

المؤلف في سطور


الاسم الكامل: حنان لاشين

المهنة: كاتِبة، وروائية، وحاصلة على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الإسكندرية.

الجنسية: جمهورية مصر العربية

من مؤلفاته:   1- كوني صحابية
                  
                  2- غزل البنات
                 
                  3- 
ممنوع الضحك
                  
                  4- منارات الحب

                  5- إيكادولي

                  6- أوبال

لمزيد من المعلومات زر :  


لاقتناء الكتاب زر 

https://www.aseeralkotb.com/- دار عصير الكتب للنشر والتوزيع

دار عصير الكتب للنشر والتوزيع

والحمد لله.

***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات