الأدب المترجم
كتاب بائعة الخبز
بائعة الخبز
بائعة الخبز - كزافييه دومونتبان |
العنوان: بائعة الخبز
الكاتب: كزافييه دو مونتبان
المترجم: يوسف عطا الطريفي
سنة النشر: الطبعة الأولى -2017-
الدار الناشرة: دار الأهلية للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 646
التقييم: 8/10
الكتاب في سطور
بائعة الخبز رواية شهيرة للمؤلف الفرنسي كزافييه دومونتبان ، صدرت عام 1889م. تحكي مأساة الأرملة (جان فورتيه) التي توفي زوجها في حادث في المصنع الذي يعمل فيه، وترك لها صبيا صغيرا وطفلة رضيعة (جورج ولوسي) فعملت في المصنع نفسه لتنفق على نفسها وطفليها، وهناك حاول أحد موظفي المصنع وهو جاك جاورد إغواءها، ثم حاول الزواج منها، لكنها رفضت، فدبر لها مكيدة، وأوقعها في حبال الشرطة، وفر هو هاربا بما سرقه من أموال وتصميمات آلة جديدة كان يعمل عليها صاحب المصنع.
تركت جان ولدها عند أخت الكاهن، ولم تعد تعرف شيئاً عن ابنتها، وحكم عليها بالسجن المؤبد.
دار الزمن، فأثري جاك جاورد ثراء فاحشاً، فيما عانى الأطفال ( ابنا جان، وابن صاحب المصنع ) حتى كبروا، ثم دارت الدنيا، وحدثت مفاجآت. لكن النهاية تجمع جان بولديها، ويفجع جاك جاورد بموت ابنه، ويعترف بالجرائم التي ارتكبها.
إنها رواية تبين قسوة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وقد ترجمت إلى لغات عديدة من بينها العربية، حيث تتوفر منها أربع ترجمات عربية. لكنها تحتاج إلى ترجمة جديدة كاملة تتخلص من مثالب الترجمات السابقة.
مراجعتي للكتاب
يا ظالماً جار فيمن لا نصير له
إلا المهيمن لا تغتر بالمهل
غداً تموت ويقضي الله بينكما
بحكمة الحق لا بالزيغ والحيل
لخصت تلك الأبيات الحكاية كلها...
قاطعة ومختصرة الطريق والسبيل أمام كل ناقد وكاتب...سن قلمه وشحذ أفكاره. محاولاً تبسيط وتقصير السبيل وتقليل الجهد على القارئ...
فالظالم " جاك جيرود "، مفتعل الحريق والسارق والقاتل والمنتحل...يحول ما تبقى من " حنة فورتيه " بعد الحادث الأليم الذي أردى زوجها قتيلاً، إلى قاتلة وسارقة، ويلطخ شرفها وعفتها وسمعتها وسمعة أبنائها، إلى يوم إنجلاء الباطل والظلم وانكشاف الحق...كل ذلك حدث بعد أن رفضت - حنة - عفة وطهارة وعرفاناً لزوجها، أن تنساه و أن تنسى ما بينهما من ود وحب، وأن تقبل الزواج من رجل آخر، لا رابطة بينهما سوى وعود الحب والمال و " العيشة الهنية ".
قد أتحول عما قريب من الأغنياء، بل وربما أغدو صاحب مصنع، فتصبحين أسعد امرأة وأهنأ أم، وكل ذلك يعود إلى كلمة تنطقينها، فلماذا لا تقولين الكلمة...؟
{ بائعة الخبز، 17 }
لا أستطيع أن أجيبك اليوم إلا بقدر ما أجبتك به من قبل، وهو أني أحب أن أبقى أرملة ما حييت. فقد أحببت زوجي ووهبته قلبي، وقد مات الزوج وبقي قلبي معلقاً به.
{ بائعة الخبز، 17 }
ولما ضاقت بها - حنة - الدنيا والأحوال...من فقر وحاجة وفقدان لعملها. مال قلبها إلى وعده المثمن بالذهب. وقررت أن تنطقها من أجل أبنائها...
إلا أن الدنيا أبت ولم ترضى بهكذا قران...فأرسلت قواتها ومعيقاتها - العاصفة -، فحالت بين حنة وبين ما جاء في الرسالة.
ربما سحقتني الريح والأمطار إن خرجت.
{ بائعة الخبز، 67 }
وما كان من جاك بعد الساعات الطوال الضائعات في انتظار " حنة فورتيه ". إلا الغضب والكره، و الإقدام على الإنتقام.
سيان عندي، أتت أم لم تأتي، سوف أقوم بما عزمت على فعله، وأنها لا تحبني، وربما تحتقرني، وهي مسيئة لنفسها، وسأعمل ما أريد عمله.
{ بائعة الخبز، 67 }
قتل...سرق...أحرق...لفق...انتحل...
أفعال شنيعة، إلا أنها اختصرت عشرات الصفحات، التي تروي أفعاله القادمة. فقد قتل " جيل لابرو "مالك المصنع، وسرق ماله وتصميماته، وأحرق مصنعه، ولفق التهمة ل " حنة فورتيه "، وانتحل اسم وشخصية الميكانيكي - الميت - " بول هرمان "...
ومن ثم سافر إلى أمريكا هرباً من الشرطة والمقاضاة، وهناك هامت ابنة الملياردير الكبير " جيمس مورتيمر " به، فتزوجها وأصبح الوارث لأمواله ومصانعه...
أما من لا نصير له، فهي حنة فورتيه، والتي جئنا على ذكرها، واصفين إياها بالعفة والطهارة و أعلى درجات الوفاء...ولولا الفقر والحاجة ما أقدمت على التفكير في عرض جاك...إلا أنها آثمة أيضا لجهلها وطيبة قلبها و عدم انصياعها للأوامر والقواعد...مخلفةً الأدلة التي تدينها بإثم لم ترتكبه. وللأسف فإن الجهل ليس بعذر ولا طيبة القلب بمهرب، والقانون لا يحمي المغفلين. ولا يقوم القانون والعدل - في نظر القانون - إلا بالأدلة.
هاربة من الموت...وخائفة على عيالها.
هكذا صورت حنة بعد أن خرجت مهرولة من ما بقي من المصنع، ضامة ومقربة ابنها إلى صدرها. حتى لجأت إلى كاهن أقرب قرية...
استضافها الكاهن الطيب هي وابنها...وأغدق عليها بالمأكل والمشرب والمأوى. حتى جاءت الشرطة وانتشلتها من بيته - بيت الكاهن - ومن بين يدي ابنها الصغيرتين، إلى محكمة القانون والأدلة. قائدين إياها إلى السجن المؤبد، ومدرجين أبنائها تحت الوصاية...
ثم اتفق الكاهن مع شقيقته بأن تتبنى جورج الصغير ابن حنة، فتبنته بشكل رسمي، وبات يدعى " جورج داريه ". فأقام الغلام بينهما وربي تربية حسنة، وتلقى الدروس العالية.
{ بائعة الخبز، 156 }
بعد النطق بالحكم غابت حنة عن الوعي وفقدت عقلها...إلا أن شدة الحرب ووقعها أعادته. فأمضت مدة كبيرة في السجن تكفر عن خطيئة غيرها، هائمة بين عمل وآخر تمضي فيه المدة بجسدها. فعقلها وقلبها يبحثان ويسألان عن فلذات كبدها من خلف القضبان. حتى استجمعت قواها وقررت الهرب.
مضت الأيام...واشتد الشيب في الرؤوس...وكبر الصغار...ومالت القلوب نحو الحبيب المرتقب.
فأحبت لوسي فورتيه لوسيان لابرو، حباً طاهراً صادقاً. وعملت حنة فورتيه بائعة للخبز تحت اسم مستعار، وسكنت في شقة مجاورة لإبنتها وهي لا تعلم - أنها ابنتها -.
وكما فرق جاك بين الأم وأبنائها...فرقت ابنته " ماري " بين عصفوري الحب، وآثرت نفسها على لوسي وملكت - بإعتقادها - قلب لوسيان.
تحقق البيت الثاني، وانقلب الحال، وأفجع جاك بقريب فاسق وعالم بالسر. ومُزِّق قلبه حزناً على وردته " ماري " التي ذبلت بسسب ما ورثته عن أمها، ولحبها العجيب - الذي يجمع بين ابنة القاتل وابن المقتول - والمحرم.
فأقدم على القتل - مرة أخرى - ليحل مشاكله... فكل مشكلة تقابلها وتساويها، نفس بريئة...
لتعلم يا أبي لا أكون سعيدة، إلا إذا تزوجت من أحب.
{ بائعة الخبز، 308 }
وانتهت الحكاية والمآسي كلها، بإعتراف موقع بكل ما اقترفه. فسجن، وتوفيت ابنته، وعادت حنة حرة طليقة تغدق الحب والحنان على أبنائها.
حكاية جميلة، ألوانها زاهية فرنسية الأصل والمنشأ، حبكتها جديدة، وأهدافها سامية ومرغوبة. إلا أن نمطها مكرر ومعتاد، فأغلب الروايات الفرنسية القديمة، تتمحور أحداثها حول الظلم والشقاء، من مربية شريرة أو من رجل أمن حاقد، أو من عاشق كما في روايتنا هذه. كل تلك قيم راقية، تزرع في الجيل حب الخير والحق وكره الظلم وشدة ما يدره على الإنسان من شقاء. إلا أن النهاية خيالية بعض الشيء، وصدق من قال أنها نهاية لا ولن تتعدى أغلفة الكتب. وأكاد أقسم أن الكتاب الفرنسيين - حصراً - يذكرون في جميع رواياتهم عبارة " وانتهت الحكاية بالسعادة والهناء الأبدي "حرفياً.
وعاشا حياة سعيدة وهانئة.
{ بائعة الخبز، 646 }
فيا ليت حكاياتنا تنتهي بلقاء الأحبة و امتلاء الدنيا بالعدل، ويا ليتنا نزين وجوهنا بالضحكات في نهاية كل حكاية.
الشخصيات
1- جان ( حنة ) فورتييه: أرملة لها ولدان قتل زوجها في أثناء عمله في المصنع
2- جول لابرو: صاحب المصنع توفيت زوجته و تركت له طفلا يدعى لوسيان
3- لوسي: ابنة جان
4- جورج: ابن جان
5- جاك جاردو: القاتل والسارق، وصديق زوج جان
6- بول هرمان: الاسم الذي انتحله جاك جاردو و هو اسم عامل سابق متوفي
7- ماري: ابنة بول هرمان
8- ايتيين: رسام، صديق الكاهن الذي تكفل بجورج فورتييه
9- لوسيان: ابن جول لابرو
8- ايتيين: رسام، صديق الكاهن الذي تكفل بجورج فورتييه
9- لوسيان: ابن جول لابرو
المؤلف في سطور
المهنة: كاتب، وروائي، وكاتب مسرحي
الجنسية: فرنسا
الميلاد: 18 مارس 1823
الوفاة: 30 أبريل 1902 (79 سنة)
من مؤلفاته: 1- فرسان لانسكونه
2- عربة جياد الرقم13
3- بنات المشعوذ
4- طبيب الفقراء
5- سمو الحب
6-جوهرة القصر الملكي
7- الوصية الحمراء
9- المشنوق
لإقتناء الكتاب زر
https://www.facebook.com/AlAhliaBookstore/- دار الأهلية للنشر والتوزيع ( صفحة الفيسبوك )
والحمد لله.
***********************
***********************
إرسال تعليق
0 تعليقات