كتاب الخمسة المشتبه بهم

الخمسة المشتبه بهم
الخمسة المشتبه بهم - أجاثا كريستي
الخمسة المشتبه بهم - أجاثا كريستي

العنوان: الخمسة المشتبه بهم
الكاتب: أجاثا كريستيِ
سنة النشر: الطبعة الأولى -2018-
الدار الناشرة: مكتبة جرير
عدد الصفحات: 304 صفحة
التقييم:7/10

الكتاب في سطور

اتهمت الحسناء كارولين كريل بقتل زوجها بالسم، ومثل أغنية الأطفال المعروفة " خمسة قرود صغيرة ". هناك خمسة آخرون تحوم حولهم الشبهات، هم: فيليب بلايك ( سمسار البورصة ) الذي ذهب إلى السوق، وميرديث بلايك ( معالج الأعشاب ) الذي مكث في المنزل، وإلسا جرير ( مطلقة لثلاث مرات ) التي أكلت اللحم المشوي، وسيسيليا ويليامز ( المربية المخلصة ) التي لم تأكل أي شيء، وأنجيلا وارين ( الأخت المشوهة ) التي كانت تبكي طوال الطريق إلى المنزل.

بعد مرور ستة عشر عاماً، قررت ابنة كارولين إثبات براءة والدتها، ومنذ ذلك الحين لم يستطع بوارو إبعاد هذه الأغنية عن عقله...
(كالمعتاد تجذب السيدة كريستي القارئ، وتقوده إلى واحدة من لحظاتها الحاسمة المبهرة التي تنكشف فيها الأوراق).
(جريدة الأوبزرفر) 
(كان حل اللغز مذهلاً).
(الملحق الأدبي لصحيفة التايمز)

مراجعتي للكتاب


ستة عشر عاماً...
ستة عشر عاماً من الظلم...
ستة عشر عاماً من الكذب والتلفيق...
ستة عشر عاماً من الندم...

زمن كبير جداً، عليّ وعليك - أيها القارئ - وعلى القرود الخمسة أو المشتبه بهم، لكنه ليس بالكبير على " بوارو " أو كارولين...

فبعد ستة عشر عاماً من إتهام والدة كارولين بالقتل العمد باستخدام السم، تقرر ابنتها " كارولين " أن تعيد فتح القضية، مزيلة الغبار عنها ومقلبة مشاعر الماضي الأليمة على القرود الخمسة...

تلجأ إلى المحقق الفذ " هيركيول بوارو "، آملة أن يستطيع بحنكته ودهائه، كشف خبايا وأسرار الجريمة متسلحة بخطاب قديم، تركته لها أمها قبل وفاتها، تكشف فيه عن براءتها وتطالب فيه - ضمنياً - بالقصاص.

قاطعته كارلا:"أنا لست مندفعة وراء مشاعري، لقد تركت أمي خطاباً قبل أن تموت. ولقد تسلمت هذا الخطاب عندما بلغت الحادية والعشرين، فهي تركت هذا الخطاب لي لأكون على يقين من براءتها، فكل ما جاء في الخطاب أنها لم تقترف هذه الجريمة - وأنها بريئة - ويجب أن أصدق ذلك دائماً.
{ الخمسة المشتبه بهم، 8 }

تفهم بوارو مشاعرها وأدرك عظم ما أصابها، فتجاهل الهراء الذي تفوهت به عن إيجاد دليل براءتها بعد 16 عاماً... وأنشأ يتفوه بعبارات المواساة وكل ما يدل على إدراكه شدة ما أصابها...

من الطبيعي يا سيدتي أن تؤمن البنت ببراءة أمها-
{ الخمسة المشتبه بهم، 8}

إلا أنها أدركت وتوقعت ما أراد قوله، فأعدت إجابات ممزوجة بالإطراء على قدرات بوارو وموهبته الفذة - كي تناسب غروره وثقته الشديدة -.

قول الحقيقة كان غريزة طبيعية بالنسبة إليها، ولم أكن، كما أعتقد، متعلقة بها بشكل كبير، ولكني كنت أثق بها. ومازلت! فإذا قالت إنها لم تقتل أبي، فهي إذن لم تفعل! فهي لم تكن من النوع الذي يمكن أن يكتب رسالة كاذبة وهي على فراش الموت.
{ الخمسة المشتبه بهم، 8 }

قالت كارلا لامرشانت:" ستكون المهمة صعبة بالتأكيد! ولهذا لا يستطيع غيرك القيام بها! ".
{ الخمسة المشتبه بهم، 9 }

وعند الإطراء على قدرات بوارو، ووصفه بالأفضل في مجاله - ولم يكن هذا بالمدح لدى بوارو فقد كانت حقيقة لا خلاف عليها -. تلمع خلاياه الرمادية، ويزهو محياه ويقبل التحدي برضاً شديد...

قال لها بوارو:" اطمئني؛ فأنا الأفضل! ".
{ الخمسة المشتبه بهم، 2 }

يعود بوارو إلى الماضي... متتبعاً آثار جرمٍ " أكل عليه الدهر وشرب "... مسحت بصمات القاتل... واختفت الأدلة... وتحللت الجثة...
إلا أن كل ذلك لم يكن من اختصاص بوارو... فاختصاصه هو سيكلوجيا الجريمة... تمحيص دوافع ونفس المجرم... التعلق بأصغر خطأ... والبحث عن أدق وأغرب معلومة أو عادة...

بدءً بالمحامي الذي دافع عن كارولين كريل، ثم مساعد المستشار، ثم المحامي العجوز الذي يعرف عائلة كريل عن قرب، وموظف مكتب المحاماة الذي حضر جلسات المحاكمة، ومفتش الشرطة الذي تولى القضية، وأخيراً " القرود الخمسة ". يستمع بانشراح وابتهاج لكل ما يصدر عنهم من انحرافات ومشاعر جانبية يُتطرق إليها أثناء روايتهم لما علق في ذاكرتهم من ملابسات الجريمة.

بحنكته وذكائه المعهودتين يستطيع إرغام " القرود الخمسة " على تسجيل وتوثيق ذكرياتهم المشؤومة حول يوم 19 - أي يوم الجريمة - وما سبقه من أيام. محللاً خطاباتهم... متعلقاً بأقل هفوة تصدر عن القاتل. وبطريقته المبهرجة يجمع " القرود الخمسة " حول اللوحة الأفضل للفنان المقتول. ليبدأ سرد الأحداث وكيفية توصله للقاتل، بطريقته المستفزة والمليئة بعبارات الإتهام والبراءة.

معلناً في النهاية أن الحسناء كارولين بريئة - براءة الذئب من دم يوسف -، من تهمة القتل العمد. وأن القاتل هو أحد " القرود الخمسة " ...

فمن هو القاتل؟!!
- القرد الذي ذهب إلى السوق...
- القرد الذي مكث في البيت...
- القرد الذي أكل اللحم المشوي...
- القرد الذي لم يأكل شيئاً...
- القرد الذي لم يتوقف عن البكاء...

كان يجب أن أعرف بمجرد رؤيتي لهذه اللوحة، أنها لوحة استثنائية للغاية، فهي لوحة لقاتلة رُسمت بيد ضحيتها... إنها لوحة فتاة تراقب حبيبها وهو يموت...
{ الخمسة المشتبه بهم، 300 }

كالعادة أنا في قمة السعادة و الإنتشاء بعد جرعة جديدة من " روايات أجاثا كريستي "، فرواية اليوم رواية عظيمة، تكشف فيها أجاثا موهبة بوارو الخالصة، فلا قدرة للمكان ولا للزمان على إعاقة بوارو وإثناءه عن كشف الحقائق...

قد ينسى الكاتب أو يتناسى بعضاً من سمات شخصياته، بعد أن يكتب بعض الكتب. إلا أن أجاثا وبالكم الهائل الذي أغدقت به علينا، لم تنسى ولو للحظة واحدة سمات بوارو وقدراته... بل تتعمق في كل رواية أكثر وأكثر في سماته وقدراته، كاشفاً جانباً آخر منه... يدفعك إلى انتظار القادم بفارغ الصبر.
ومن الأمور التي دفعتني للتطرق إلى هذه الجزئية هو التناقض الشديد الذي يميز بوارو والذي حافظت عليه أجاثا...
فهو شديد الذكاء ويتسم بالرزانة والموضوعية، إلا أنه خائر القوى دائماً أمام التناسق والنظام معتمداً على المظاهر في تأكيد ذلك. فقد أنفق جزءً من وقته الثمين - ووقتنا، نحن القراء - على السؤال الخامس - الذي لم يكن له وجود - لكي تتناسب أطراف القضية، فخمسة قرود وخمسة أسئلة هو التناسب الصحيح. لن تجد كاتباً يتمسك بكل تفصيلة وخصلة مهما صغرت مثل أجاثا كريستي.

رواية عظيمة...وحبكة أعظم...تفاصيل صغيرة تحل لغزاً عظيماً...إلا أن نهاية الكتاب تركت مفتوحة، فلم تذكر لنا أجاثا ما حل بالقاتل من جزاء وعقاب على ما اقترفه. وقد تكرر هذا في معظم رواياتها كأنها تقصد بذلك إنهاء دورها وسلطتها عند الإنتهاء من كشف الحقائق. أم أنها لا تؤمن بوجوب عقاب المخطئ...

الشخصيات

هيركيول بوارو: المحقق البلجيكي الشهير الذي ذاع صيته في بريطانيا ويقوم بالتحقيق في القضية التي شدت فضوله لصعوبتها كونها قضية ترجع لستة عشر عامًا خلت.
كارلا كريل: الفتاة الشابة التي قدمت القضية إلى هيركيول بوارو ليتأكد من إدعاء أمها بأنها ليست القاتلة وهي التي اعترفت سابقًا للشرطة بأنها القاتلة.
كارولين كريل: أم كارلا وزوجة الرسام المهووس (إمياس كريل)، كانت امرأة مهذبة ومرحة ومحبوبة من الجميع وكانت تحب زوجها وترعى شؤونه وتصبر عليه وعلى نزواته المتعددة مع النساء اللواتي يجعلهن مواضيع لرسوماته وهو القتيل الذي اتهمت به وقد أدانتها جميع الأدلة واعترفت هي بجريمة القتل وحكم عليها بالسجن المؤبد لكنها لم تلبث يسيرًا إلا وقد ماتت، لكنها تركت لابنتها الصغيرة التي كانت تبلغ خمسة أعوام لحظة الحادثة رسالة تبلغها فيها بأنها ليست القاتلة ولكنها اعترفت بذلك لتريح ضميرها.
إمياس كريل: الرسام المهووس بالنساء، كان يحب زوجته كارولين لكنه كان عندما يفكر في لوحاته يذهب إلى النساء ويقضي معهن الليالي حتى يفرغ من لوحته وبعدها يفرغ منها، الجريمة تقع وهو يضع اللمسات الأخيرة علي لوحة لفتاة تدعى (إلسا جرير) أحضرها معه إلى المنزل ليرسمها في الحديقة المطلة على الشاطئ.
المفتش هيل: المتحري السابق الذي قام بالتحقيق في القضية من قبل الشرطة، يقابله (بوارو) ليعرف منه تفاصيل القضية.
فيليب بليك: جار الأسرة وكان صديقًا لكارولين منذ صغرها وكان يحبّها جدًا ويكره (إمياس) ويغار منه خصوصًا أنه كان يترك زوجته ويذهب إلى غيرها من النساء لكنها تصر ان تبقى وفية له.
ميرديث بليك: جار الأسرة والأخ الأكبر لـ(فيليب) ، مولع بالصيدلة والكيماويات والنباتات وبارع في استخلاص السموم والعطور من هذه النباتات، يحب كارولين في صمت دون تصريح واضح بذلك.
الليدي إلسا ديتشام: زوجة اللورد (ديتشام) وقت تحقيق (بوارو) في القضية، وهي عينها (إلسا جرير) الفتاة الجميلة الشابة التي جاء بها (إميل) إلى المنزل لتواجه كارولين لأول مرة فتاة من فتيات زوجها اللعوب، قبل أن تفجر (إلسا) المفاجأة الحقيقية بكونها هي و(إميل) قد قررا الزواج، الأمر الذي لم يتم نسبة لمقتل هذا الأخير.
أنجيلا وارين: أخت كارولين الصغيرة غير الشقيقة، وجدها (بوارو) باحثة وعالمة وناجحة في مجال الآثار، كانت فتاة صغيرة وشقية ولعوب وكانت كثير التشاجر مع زوج أختها (إميل) الذي كان لا يطيق حيلها ومقالبها وكان قد قرر أن يرسلها إلى مدرسة داخلية ليتخلص منها.
سيسيليا ويليامز: مربية كارلا وأمها الثانية بعد وفاة أمها، كانت أحيانًا تعنى بأنجيلا وارين، وكانت تكره معاملة (إميل) القاسية لزوجته وابنته ولم تحب مقدم (إلسا جرير) إلى المنزل على الإطلاق.

نقاط ذات أهمية

الكونيين: هو قلويد سام يوجد في نبات الشوكران ونبات الدورق الأصفر، ويسهم في رائحة الشوكران النتنة. وهو سم عصبي يعطل الجهاز العصبي الجانبي. وهو سام للبشر ولجميع أنواع المواشي؛ وسبب الوفاة يكون شلل التنفس. سقراط تم اعدامه بهذا السم في 399 ق.م..

أثبت بوارو صحة اتهامه 
بتمسكه بأخطاء المشتبه بهم في رسائلهم، ومنها:

1- في خطاب المربية: قالت أنها رأت كارولين وهي تقوم بتزوير بصمات إمياس على الزجاجة. وقد أثبتت تحريات الشرطة أن لا أثر للسم على الزجاجة وأنها وجدت فقط على الكأس. فهل للقاتل الذي خطط لجريمته بإحكام أن لا يعلم أين وضع السم.

2- في خطاب الليدي ديتشام: قالت " تناهى إلى مسمعي جزء من شجار إمياس و كارولين حول اقتياد أنجيلا إلى مدرسة داخلية". وذكرت أن إمياس قال سأحزم حقائبها. فهل تعتقد أن رجل معتد بتقاليد مجتمعه قد يقدم على حزم حقائب طفلة صغيرة مع وجود العديد من الخدم وكارولين.

3- في الخطاب الذي أرته أنجيلا لبوارو: أوضحت كارولين لأنجيلا أنها ستتحمل ذنبها، وسترد بذلك دينها.

المؤلف في سطور

أجاثا كريستي
أجاثا كريستي

الإسم الكامل: أجاثا كريستي أو تقرأ أجاثا ميري كلاريسا  وتعرف أيضا السيدة مالوان 

المهنة: كاتبة مسرحية،  وممرضة،  وكاتِبة،  وروائية،  وكاتبة سيناريو،  ونثر،  ودرامية،  وكاتبة نثرية،  والدراماتورج،  وكاتبة سير ذاتية 

الجنسية: المملكة البريطانية العظمى، المملكة المتحدة

الميلاد: 15 سبتمبر 1890

الوفاة: 12 يناير 1976 (86 سنة)  

سبب الوفاة: مرض ذات الرئة  

من مؤلفاته:   1- هرقل بوارو
                  
                  2- ومقتل روجر أكرويد  
                 
                  3-  لغز سيتافورد

                  4- خطر في البيت الأخير

                  5- موت اللورد إدجوير 
                   
                  6- جريمة في قطار الشرق السريع 

                  7- جرائم الأبجدية

                  8-  أوراق لعب على الطاولة

                  9- موت فوق النيل 

                 10- السرو الحزين

                  11- خمسة خنازير صغيرة

                   12- ساعة الصفر 
    
                   13-  إعلان عن جريمة

                    14- الابنة هي الابنة

                     15- ليل لا ينتهي

                      16-  الستارة

                      17- الجريمة النائمة

                      18- ثم لم يبق منهم أحد

لمزيد من المعلومات زر :  

ويكيبيديا

لإقتناء الكتاب زر 

https://www.jarir.com/ - الموقع الإلكتروني لدار النشر ( مكتبة جرير ) 

لدعمنا قم بشراء الكتاب من:
والحمد لله.

***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات