كتاب ساعي بريد نيرودا "صبر متأجج"

ساعي بريد نيرودا "صبر متأجج"

ساعي بريد نيرودا ( صبر متأجج ) - أنطونيو سكارميتا
ساعي بريد نيرودا ( صبر متأجج ) - أنطونيو سكارميتا

العنوان: ساعي بريد نيرودا "صبر متأجج"
الكاتب: أنطونيو سكارميتا
المترجم: صالح علماني
سنة النشر: الطبعة الأولى -2018-
الدار الناشرة: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 129 صفحة
التقييم: 6.5


الكتاب في سطور


بخلاف بقية الرجال في قريته، يتخذ ماريو قراره بأن لا يمضي حياته كصياد سمك عادي، فيقرر مستفيداً من دراجته أن يعمل ساعي بريد في قرية صغيرة على الرغم من أنها لا تحوي إلا شخصاً واحداً يستقبل الرسائل ويرسلها؛ الشاعر التشيلي الأعظم " بابلو نيرودا ".
في منفاه هناك، يعيش الشاعر مراقباً ومشاركاً في التغييرات الكبيرة التي تدور في بلاده، وعبر لقاءات صغيرة ونقاشات في الحب والشعر والسياسة، تنشأ علاقة خاصة بين الشاعر المسكون بالسياسة وبين ساعي البريد الشاب الواقع في الحب والمسحور بأشعار نيرودا، والتي يراها من حقه لأن الشعر ليس ملكاً لكاتبه وإنما لمن يحتاج إليه.
عبر التفاصيل الساحرة للعلاقات الإنسانية في قرية صغيرة، يروي سكارميتا صعود الأحلام الثورية وأفولها في تشيلي.

مراجعتي للكتاب

يخرج الشاب من البيت متهرباً من الأعمال المعتادة التي تفرض على كل من في القرية الصغيرة، والتي لا تتعدى صيد السمك وصيانة السفن وكل ما قد تجده من أعمال في قرية ساحلية. وبطلنا الشاب ليس من من يروق له مثل تلك الأعمال التقليدية والتي يتوافد عليها كل من هب ودب. لذلك يخرج متهرباً منها إلى دور العرض، التي تحقق رغباته من مشاهدة الأفلام كمتعة ونقله من العالم الحقيقي إلى عالم خيالي يعيش فيه بالشخصية التي يريد، وبالتأكيد لا نسقط متعة مشاهدة حوريات دور العرض وهن يتراقصن في الشاشات الكبيرة على الإيقاع المدون في النص. لكن دور العرض مجرد مهدئات مؤقتة تنتهي بإغلاقها أو إنتهاء الأفلام المنتظرة أو افلاس بطلنا، لذلك كانت هواياته التي تملأ جلّ وقته وهي ركوب دراجته.

وفي أحد الأيام المتكررة، يخرج من دار العرض بعد مشاهدته أحد الأفلام التي تتراقص فيها الحوريات على النصوص المخطوطة بالذهب، يجد في طريقه إعلان على مكتب البريد، قائلاً : " نحن بصدد تعيين سعاة بريد، فمن أراد التقدم للعمل فل يتقدم ".
يحرك ربطة عنقه يميناً ويساراً.
ينفض ملابسه من ذرات الغبار العالقة فوقها.
يتنفس نفساً عميقاً، ينفخ به رأتيه... ثم يطلقه مفرغاً إياها.
يتقدم بخطوات بطيئة.
يشق الإعلان.

ومن ثم يتقدم للعمل كساعي بريد. كانت الأسئلة مريحة وسهلة وعلى الشكل التالي: ما إسمك؟، لماذا تريد أن تعمل؟، ماذا عملت قبل ذلك؟، هل لديك دراجة؟.
حاز العمل براتب بخس كبداية.
حاز العمل في مدينة صغيرة لا يوجد بها سوى محطة واحدة ترسل وتستلم، أما من سواها فما لهم من هم غير صيد السمك وصيانة السفن والأشرعة.

في صباح اليوم التالي...شد ربطة العنق...وحركها يميناً ويساراً...مسح دراجته من أي ذرة غبار...رد شعره غلى الخلف...وخبأه تحت قبعة العمل...شد حقيبته على كتفه...وانطلق في مغامرته الجديدة.

ملئت الحقيبة بالرسائل والبرقيات والصناديق المليئة. وعندها علم لماذا خصص ساع خاص لرجل واحد، وما زاد ارتياحه لغرابة العمل وكمية الرسائل، هو معرفته لهوية المستلم، وهو الشاعر التسيلي العظيم " بابلو نيرودا ". ويا للمفاجأة فقد اكتشف ساعي البريد بعد العديد من محاولات عصر الذاكرة، أن هذا الشاعر هو أحد من يخطون النصوص الذهبية والتي تروق له.
لكن العلاقة بينهم لم تكن تتعدى كلمتي " هذه رسائلك "، " شكراً "... لكن بطلنا لا يستطيع أن يقف مكتوف اليدين...فقد استجمع شجاعته وبدء بالتحدث مع الشاعر عن كتابه وشعره وإعجابه بفكره.
وفجر الصاعقة وهي طلبه بأن يصبح متعلماً أو طالبا عند نيرودا كي يشبع ميوله الشعرية ولو كانت بسيطة.
كان أول درس له هو أن يقول بعض التعبيرات والتشبيهات...لكنه ومع مرور الوقت يزداد اعتقاده بأنه فاشل لا يستطيع إخراج تعبير واحد.

انطلق محلقاً بمركبته المدعوة " دراجة " على ضفاف البحر التي تحيط بقراهم، باحثا بين نسمات الهواء العليل عن تشبيهات وتعبيرات، يلقيها على مسمعي " نيرودا ".
ساعة...
ساعتان...
ثلاث ساعات...لا أمل...لا كلمة تخرج.
حتى التقى بذات الشعر...بذات العينين...بذات الجسد...الساحر، الرائع، فائق الجمال. والذي سبر أغوار ساعي البريد وأنطقه بمئات بل ملايين التشبيهات والتعابير التي لا تخرج إلا من أفواه شاعر مخضرم.
وتستمر العلاقة والحكاية بينهما، حتى أصبحت علاقة تعلي فكراً واحداً.

يرتبط ساعي البريد والشاعر نيرودا بعلاقة أخوة وصداقة، وعلاقة يغلب عليها الطابع الشعري والسياسي. ليكون ساعي البريد هو الشاهد على معاناة الشاعر العظيم الذي بقي في منفاه مراقباً لأحوال بلاده، وليكون المشجع والداعم لبابلو في حملته الانتخابية، والتي تنازل عنها بعد أن بلغت مرتبة عظيمة في معركة الترشح.

اقتباس من الكتاب



"المادي هو الشخص الذي إذا تعين عليه أن يختار بين الوردة ولحم الدجاج، يختار لحم الدجاج على الدوام"
أنطونيو سكارميتا

المؤلف في سطور

أنطونيو سكارميتا
أنطونيو سكارميتا


الإسم الكامل: إيستيبان أنطونيو سكارميتا برانيثيك

المهنة: روائي

الجنسية: جمهورية تشيلي

الميلاد: 7 نوفمبر 1940 

من مؤلفاته:   1- فتاة الترمبون 
                  
                  2- ساعي بريد نيرودا
                 
                  3-  عرس الشاعر

                  4- يام قوس قزح، كوكب، 2011، رواية.

                  5- ثمانية عشر قيراط المسرح، وفتح في 25 يونيو 2010 في مهرجان المسرح الدولي من نابولي.
                   
                  6- عارية على السطح، كاسا دي لاس الأمريكتين ، هافانا، 1969، يحتوي على قصص التالية: الدراج سان كريستوبال، إلى الرمال، A بدوره في الهواء وPajarraco التانغو النهائي. *

                  7- ركلة حرة، قصص، سيغلو XXI Editores الأرجنتين ، بوينس آيرس، 1973.

                  8- لم يحدث أي شيء، والرواية، Pomaire، برشلونة، 1980.

                  9- حلمت أن الثلج كان يحترق، والرواية، بلانيتا التحرير ، برشلونة، 1975.

لمزيد من المعلومات زر :  

ويكيبيديا

لإقتناء الكتاب زر 

www.mamdouhadwan.ne - الموقع الإلكتروني لدار النشر ( ممدوح عدوان ) 

دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع

والحمد لله.

***********************


***********************

إرسال تعليق

0 تعليقات